من هم لاجئو المناخ؟
ظهر مصطلح “لاجئو المناخ” منذ عام 1985، عندما عرّف خبير برنامج الأمم المتحدة للبيئة عصام الحناوي لاجئي البيئة بأنهم أولئك الأشخاص الذين أجبروا على ترك موطنهم الأصلي، مؤقتا أو بشكل دائم، بسبب الاضطراب البيئي الطبيعي أو الناجم عن تصرفات البشر، والذي يعرّض وجودهم للخطر، أو يؤثر بشكل خطير على سبل حياتهم.
واللاجئون بحسب تعريف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هم الأشخاص الذين فروا من الحرب أو العنف أو الصراع أو الاضطهاد، وعبروا الحدود الدولية للعثور على الأمان في بلد آخر، وعرفت الاتفاقية العالمية للاجئين لعام 1951 اللاجئ بأنه “شخص غير قادر أو غير راغب في العودة إلى بلده الأصلي، بسبب خوف مبرر من التعرض للاضطهاد لأسباب تتعلق بالعرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة، أو رأي سياسي”.
لكن هذه التعريفات لا تأخذ في الاعتبار الأشخاص الذين يجب عليهم الفرار من الفيضانات أو الجفاف، أو ارتفاع منسوب مياه البحار، أو الأراضي ذات التربة شديدة الملوحة بحيث لا يمكن استغلالها في زراعة المحاصيل، وجميعها آثار تغير المناخ.
يرى فرانشيسكو جريللو، وهو زميل زائر في معهد الجامعة الأوروبية في مدينة فيسول الإيطالية، والأستاذ المشارك في مدرسة سانتانا العليا في مدينة بيزا الإيطالية، في حديث إلى “الجزيرة نت” أن الأمم المتحدة لا تزال تجهل وجود فئة تسمى “لاجئو المناخ”، فاللاجئون في الوقت الحالي هم نتيجة ظروف مختلفة، لا تتعلق بمشاكل الكوكب، لكن من الواضح تماما أنه إذا تجاوزت آثار تغير المناخ حدودها في بعض مناطق العالم، ستدفع بكثير من الأفراد نحو الهجرة، وهذا ما يحدث خصوصا مع ازدياد المعاناة المتعلقة بالزراعة، ومن ثم سيعاني الناس من الجوع.
وتتعرض الزراعة لتهديد كبير مع زيادة موجات الجفاف وتراجع الأراضي الزراعية ونقص المياه الحاد، بسبب تأثيرات تغير المناخ، إذ تنخفض غلة المحاصيل وتتراجع جودتها، ويتراجع بالتالي إنتاج الغذاء، كما تميل الأسعار إلى الارتفاع، مما يجعل الغذاء غير متاح للعديد من المجتمعات الفقيرة أو النازحة، ويمكن أن يكون انعدام الأمن الغذائي نتيجة مباشرة للكوارث أو الصراعات المرتبطة بالمناخ، ويمكن أن يكون أيضا سببا للتوترات الاجتماعية والعنف، مما يزيد من خطر حدوث نزوح جديد.
وبحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن الكوارث المرتبطة بتغير المناخ على مدى العقد الماضي، تسببت في حدوث ما متوسطه 21.5 مليون حالة نزوح جديدة كل عام، أي أكثر من ضعف عدد حالات النزوح الناجمة عن الصراع والعنف.
وبالإضافة إلى الكوارث الطبيعية الأكثر تواترا وشدة كأسباب مباشرة تدفع إلى النزوح القسري، فإن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الدوافع الأخرى للنزوح، مثل تفاقم الفقر، وانعدام الأمن الغذائي، ونقص المياه، وصعوبة الوصول إلى الموارد الطبيعية الأخرى التي تعتمد عليها المجتمعات المحلية من أجل البقاء.