حملة ضد اللاجئين السوريين في لبنان.. مخاوف حقيقية أم “تشويه وتضليل”؟
تجتاح شوارع لبنان لوحات إعلانية لحملة تحمل شعار “UNDO The Damage Before It’s Too Late”، “تراجعوا عن الضرر قبل فوات الأوان”، تستهدف اللاجئين السوريين، وتطالب اللبنانيين بالاتحاد والتحرك بمسؤولية لتصحيح الوضع بشكل عاجل، بعدما تخطت نسبتهم كما أوردت الـ 40 في المئة من السكان.
الحملة التي أعدتها شركة “Phenomena” للإعلانات، ودعمتها قناة MTV اللبنانية وغرفة التجارة والصناعة والتجارة اللبنانية والمنظمات الاقتصادية اللبنانية ومؤسسة “بيت لبنان العالم” غير الحكومية، لا تقتصر على اللوحات الإعلانية، بل اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للترويج لها.
تستند الحملة على أربع مقاطع فيديو، أحدها يسلط الضوء على ولادات اللاجئين من خلال قصة لاجئ قيل إن اسمه إبراهيم لديه سبعة أطفال وزوجته حامل، سيسمي مولوده بشار إن كان ذكرا وأسماء إن كانت فتاة، للإيحاء بأنه مؤيد للنظام، الفيديو يستند على صور مركبة وأصوات مسجلة، “فهي رسائل رمزية مستوحاة من قصص حقيقية نراها يوميا”، كما يقول مدير شركة “Phenomena”، سامي صعب.
ويشرح صعب في حديث مع موقع “الحرة” أن “الحملة مبادرة شخصية منه، تلقت دعما إعلاميا من دون أي مقابل مادي، كونها حملة وطنية بامتياز تسلط الضوء على موضوع خطير، وهو وجود النازحين السوريين الذين بات عددهم يفوق عدد اللبنانيين، وهي موجهة إلى الأمم المتحدة، لأنها الجهة التي تستطيع حلّ هذه الأزمة. لهذا اخترنا كلمة UNDO ولوّنا UN باللون الأزرق، أما كلمة Damage التي تلفظ باللغة العربية دمج، فللإشارة إلى الخشية من دمج النازحين في لبنان مع اللبنانيين، وما سيترتب عن ذلك ديموغرافيا وإنسانيا واقتصاديا”.
ويشدد أن “الحملة إنسانية إلى أبعد الحدود، لم نتعرّض إلى السوريين بالسوء، بل نعتبرهم ضحايا كما اللبنانيين. وفي أحد الفيديوهات، نشير إلى أن سوريا بلدهم وتحتاج إليهم لإعادة إعمارها كما أن لبنان للبنانيين.”
لكن وفقا لمدير المركز اللبناني لحقوق الإنسان، وديع الأسمر، فإن هذه الحملة تعتبر “حملة تحريض واضحة على العنف والكراهية”، ويشير في حديث مع موقع “الحرة” إلى أنها “تستهدف اليوم اللاجئين السوريين، ويمكن في المستقبل أن نشهد حملة مماثلة تستهدف الموظفين، وحتى الجيش اللبناني أو قوى الأمن الداخلي في حال رُفعت رواتبهم. وعلى الرغم من خطورة الوضع، إلا أن القضاء اللبناني لا يتدخل في مثل هذه القضايا”.
غطاء رسمي؟