أسست مدرسة في خيمة.. إليكم قصة “جورية”
كانت الطريق من إدلب إلى البقاع في لبنان طويلة، مليئة بالتحديات والصعوبات، التي تغلّبت عليها جورية الربيع البالغة من العمر 32 عامًا منذ قدومها إلى لبنان في أيلول 2012.
في حديثها مع “صوت اللاجئين”، أشارت جورية إلى أنّها كانت طالبة جامعية في سوريا، واختصاصها الترجمة، لكنّها لم تستطع أن تُكمل مسيرتها التعليمية بسبب النزوح والهروب المتكرر من الحرب والمعارك.
وأضافت: “عندما جئت إلى لبنان، واجهت صعوبات في التأقلم على العيش في المخيم في الفترة الأولى
و من ثم رحلة البحث عن عمل. عملتُ في معمل للحفاضات لمدة خمس سنوات وقدّم صاحب المعمل لي ولعائلتي منزلًا، عبارة عن غرفة وأضفنا خيمة إليها لنوسّع المكان”.
وتابعت جورية: “في العام 2016، لم أستطع الحصول على منحة للدراسة الجامعية بسبب نقص الوثائق التي تحتاج تصديقًا من وزارات في سوريا، وبعد سنوات من السعي لإكمال دراستي والمشكلات التي واجهتها شعرتُ بالتعب واليأس، وخسرت أكثر من فرصة لتطوير نفسي بسبب ارتباطي بالعمل، الذي خسرته وغادرنا المنزل بطلب من صاحبه في يوم عاصف وبرد قارس. عدنا إلى البداية مجددًا وبقي أهلي بلا مأوى، حتى ذهبنا إلى منزل آخر في المرج، أشبه بقبو تغزوه الرطوبة والصراصير”.
وخلال سرد قصتها، أضافت جورية: “كنا ننتظر الموافقة الأمنية لبناء خيمة، وحصلنا عليها بعد 6 أشهر، وبعد الانتقال إلى المخيم، وجدتُ أنّ عددًا كبيرًا من الأولاد لا يذهبون إلى المدرسة بسبب الحرمان من الأوراق الثبوتية وبعض الوثائق. هنا قررت أن أساعد الأطفال في تجاوز الأزمة وبدأت بتعليم 25 طفلًا في خيمة صغيرة لدى صديقتي، ثمّ بدأ العدد يزيد واحتجتُ خيمة أكبر، وبالفعل فقد تركت إحدى العائلات خيمة بعدما طافت بسبب الأمطار، فاستأجرتها وقمتُ بتنظيفها وحوّلتها إلى مدرسة. وقد ساعدتني إحدى الجمعيات في الحصول على مبلغ مالي صغير، جهزت من خلاله المدرسة واشتريت قرطاسية وأصبح العدد الإجمالي اليوم 120 طفلًا وتوسعت المدرسة لتضمّ 10 أشخاص سوريين ولبنانيين وتجهيز المدرسة بعد الحصول على جائزة مالية مقدمة من منظمة بسمة وزيتونة ضمن مشروع يُعنى بتعزيز قيادة اللاجئين وضمنت استدامة المدرسة”.